لم يكتب عن شخص على وجه الأرض كما كتب عن
محمد (ص) ، وكان محط تقدير
العديد على مر القرون حتى من مشاهير الكتاب غير المسلمين.
من أوائل الأمثلة التي نسوقها هنا مقتبس من
الموسوعة البريطانية "العديد من الشواهد الأولية تظهر إن محمد (ص) كان رجلا مستقيماً أمينا اكتسب احترام وولاء
العديد من الرجال المحترمين الأمناء" (الجزء 12)
أيضا يبهرنا الكاتب مايكل هارت في تحفته
"المائة قائمة بأكثر الرجال تأثيرا في التاريخ" حيث يضع الرسول الكريم (ص) في المرتبة الأولى بين أكثر من مائة شخص
تأثيرا في التاريخ ، يليه عيسي عليه السلامفي المرتبة الثانية.
لاحظ النص الفعلي من الكتاب " قد يفاجأ
البعض ، كما قد يتشكك البعض الآخر من اختياري لشخصية محمد (ص) على قمة قائمة أكثر الشخصيات العالمية
تأثيرا ، ولكنه كان الرجل الوحيد في التاريخ
الذي أحرز نجاحا منقطع النظير على المستويين الديني والتعليمي" [1]
وبينما نستعرض أقوال مشاهير الكتاب غير المسلمين ، نضع نصب
أعيننا الكلمات التاليه للكاتب لامارتان "كان محمد
(ص) فيلسوفا ، خطيبا ، رائدا ، مشرعا ، محاربا ، مفكرا ، محيي
العقيدة السليمة ، ذا دين بلا اصنام ، مؤسسا لعشرين امبراطورية ارضية ، كلها تابعة
لامبراطورية روحية واحدة. وبجميع مقاييس عظمة الرجال يمكننا ان نتسائل ، ايوجد رجل
اعظم من محمد (ص) ؟" [2]
يقول الكاتب الشهير (غير المسلم) جورج برنارد شو "لابد أن
نطلق عليه لقب منقذ الانسانية ، واعتقد لو وجد رجل مثله وتولى قيادة العالم المعاصر
لنجح في حل جميع مشاكله بطريقة تجلب السعادة والسلام المطلوبين" [3]
اطلق استاذ الفلسفة الهندي (هندوسي) ك. س. راماكريشنا راو
على محمد (ص) في كتابه (محمد رسول الاسلام) لقب "النموذج المثالي للحياة
الانسانية" ، ويشرح راو رأيه قائلا "من الصعب الوصول إلى الحقيقة الكاملة لشخصية
محمد (ص)،
فقط امكنني ادراك لمحة منها ، ويالها من لقطات فاتنه ، فهناك محمد (ص) النبي ، محمد
(ص) المحارب ، محمد
(ص) رجل الاعمال ، محمد
(ص) رجل الدولة ، محمد
(ص) الخطيب ، محمد
(ص) المصلح ، محمد
(ص) ملاذ اليتامي ، محمد
(ص) حامي العبيد والرقيق ، محمد
(ص) محرر المرأة ، محمد
(ص) القاضي ، ومحمد
(ص) القديس. في كل هذه الادوار الرائعة في مختلف اقسام الانشطه
الانسانية ، كان محمداً بطلاً"
اما المهاتما غاندي في حديثه عن شخصية محمد (ص) في مستعرض كتابه (الهند الشابة) يقول
"اردت ان اعرف من هو افضل من يمكن ان يكون له
الحكم المطلق على قلوب ملايين البشر في وقتنا الحالي ، فاصبحت مقتنعا بان
ما اكسب الاسلام مكانه في دائرة الحياة ليس السيف ، وانما كانت البساطة الصارمة
والتسامح المطلق للنبي محمد
(ص)، احترامه الشديد لعهوده ، اخلاصه العميق لاصدقائه واتباعه
، جرأته ، شجاعته ، ايمانه المطلق بالله وبرسالته. كل ما سبق وليس السيف هو ما
قادهم وذلل أمامهم كل العوائق. وحين أنهيت الجزء الثاني من السيرة الذاتية للنبي
محمد (ص) شعرت بالأسف لأنه لا يوجد شيء آخر اقرأه عن حياته
العظيمة"
في كتاب "الأبطال والبطولة" تعجب مؤلفه توماس كارلايل "كيف
تمكن رجل واحد بمفرده في ربط شمل القبائل المتحاربة والبدو الهائمة ليصبحوا من اقوي
الأمم وأكثرها تحضرا في فترة تقل عن عقدين من الزمن!!"
كما نذكر المقطع التالي من كتاب (أنبياء الشرق) لمؤلفه
ديوان شاند شارما "كان محمد (ص) روح العطف ، كما كان تأثيره لا ينسى على كل المحيطين
به"[4]
لم يكن محمد
(ص) أكثر أو اقل من مجرد إنسان ، ولكنه كان رجلاً ذا رسالة
نبيلة ، ألا وهي توحيد البشرية على عبادة رب واحد احد ، وتعليمهم الطريق لحياة
شريفة مستقيمة أساسها أوامر الله. كان وصفه(ص) لنفسه انه "عبد الله ورسوله" وكان ذلك خير
وصف لكل أعماله.
عند الحديث عن مبدأ المساواة أمام الله في الإسلام ، تقول
شاعرة الهند الشهيرة ساروجيني نيادو "كان الإسلام أول ديانة تحث على الديمقراطية
وتمارسها ، فعندما يؤذن للصلاة في المسجد ويتجمع المصلين ، تتجسد ديمقراطية الإسلام
خمس مرات يومياً ،عندما يركع العامة والملك معا ويقولون (سبحان ربي العظيم)، لقد
دهشت بقوة من وحدة الإسلام التي لا تجزأ والتي تجعل جميع الرجال أخوة"[5]
ويقول الأستاذ هورجرونج "وضعت عصبة الأمم التي أسسها رسول
الإسلام مبدأ الوحدة العالمية والأخوة الإنسانية علىأسس شاملة ، لتكون شمعة تنير
الطريق للأمم الأخرى" ، ويكمل "الحقيقة انه لا توجد امة في العالم اظهرت مثلما فعل
الإسلام لتحقيق فكرة وحدة الأمم"
في كتاب "تاريخ الامبراطوريات العربيه" يقول ادوارد جيبون
وسيمون اوكلي "لا اله الا الله محمد رسول الله ، تصريح بسيط ثابت لاعلان المرء عن
اسلامه. حيث لم تتأثر الصورة العقلانيه لله باي من صور الاصنام ، كما إن شرف النبي
محمد (ص) لم يتعد حدود الفضيلة الانسانية ، وحددت تعاليمه مقدار
عرفان حوارييه بالجميل في حدود المعقول والدين" [6]
وولفجانج جوثي ، الشاعر الاوروبي الاعظم كتب عن محمد (ص) "انه نبي وليس بشاعر ، وعلى ذلك فيعتبر قرآنه قانون مقدس
وليس كتاب بشري تعليمي او ترفيهي" [7]
لا يتردد الناس في تمجيد وتأليه بعض الاشخاص ممن تاهت
حياتهم او رسالتهم وسط الاساطير.تاريخيا ، لم ينجز أي من هذه الاساطير جزء ولو يسير
مما اتم محمد (ص)،
وكان نضاله من اجل توحيد البشرية وعبادة الله الواحد الاحد وتحقيق مكارم الاخلاق.
لم يَدَعِ محمد (ص) او اتباعه في أي زمن انه ابن الله او انه تجسيد لله ، او
انه رجل ذو قدسية ، بل كان ومازال يعتبر رسول الله.
واليوم ، وبعد مرور 14 قرناً من الزمان ، بقيت حياة
وتعاليم محمد (ص) كما هي بدون أدنى نقصان ، تعديل ، او تحريف. وتمثل الامل
الحي لمعالجة الكثير من امراض الانسانية ، كما كان الحال اثناء حياته.
هذه ليست افتراضات لأتباع محمد
(ص)، وإنما هي الحقيقة التي لا مفر منها والتي يفرضها علينا
التاريخ العادل.
والآن ، الأمر متوقف عليك
بإعتبارك شخص متزن عاقل مهتم ، يتحتم
عليك ان تسأل نفسك الان:
"كل هذه الشهادات المدهشة ، الثورية ،
والغير عادية بخصوص رجل واحد ، هل يمكن ان تكون فعلا حقيقية؟؟ ، وماذا لو انها فعلا
حقيقية؟"